بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 5 مايو 2012

عبد الله حامد وابتلاء الماضي والحاضر

عبد الله حامد وابتلاء الماضي والحاضر
بدأ الصراع بين الحق والباطل مع بداية الخلق واستمر هذا الصراع وسيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وفي النهاية يهنأ أهل الحق بنعيم رحمة الحق تبارك وتعالى ويقف المبطلون أهل الباطل بين يدي المولى عز وجل ليحاسبهم على النقير والقطمير. ومتابعة لأحداث العباسية الدامية استوقفني اسم مراسل قناة مصر 25 الذي اعتقلته القوات العسكرية مصعب عبد الله حامد والذي استوقفني في الخبر ليس اعتقال مصعب وانما استوقفني اسم استاذنا عبد الله حامد الذي عايش مواقف البلاء في النظام السابق مرات متعددة وخرج من كل مرة صابراً محتسباً نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله ،وكأن البلاء بالسجن وغيره لأهل الدعوة أمر لا ينقطع . تميز الاستاذ عبد الله حامد برفقته لواحد من رموز الدعوة وابتلائها في مصر والعالم الاسلامي هو المرحوم الحاج أحمد البس رحمه الله والذي نقل لنا الاستاذ عبد الله حامد كثير من مواقفه الايمانية والتربوية الكثيرة وأحسب أن الاستاذ عبد الله تعلم من شيخه وشيخنا كيفية تلقى البلاء والتعامل مع الصبر كنعمة يجب أن ننميها في أنفسنا وبيوتنا ، ولما قامت الثورة وبدأت بشائر العهد الجديد بانفتاحه وحريته استبشرنا جميعا بزوال ليل السجون وأفول نجم المعتقلات وانتهاء عصر الأحكام الجائرة الجاهزة الترتيب ، إلا أن الله عز وجل يرتب لنا أمراً آخر وهو تربية الابناء على مبادئ الاباء التي تعلموها من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإذا بجيل يستلم الراية مرفوعة من سابقه فيسير بها وسط الأنواء ليستمر بعون الله في رفعها ، واذا بمصعب يسير على درب أبيه وإذا بقصص الوالد عن ليل السجون وأيام المعتقل يعيشها الولد ويتربى في محاضنها تربية عملية ، يستكمل جيل مصعب ما بدأه جيل والده فاذا كان الاستاذ عبد الله وجيله أعد رجالاً وربى أبطالاً فلابد لهؤلاء الأبطال أن تُختبر عزائمهم وتُمتحن أفهامهم فيما درسوه وتعلموه ، إن مثال مصعب وأبيه كحال معلم مكث طوال عام دراسي يعلم تلميذه ويلقنه دروسه حتى جاء وقت الاختبار فاذا بالمعلم يرقب التلميذ في امتحانه يرى أدائه ويتابع إجاباته ، ويخفق قلبه خوفاً على نفسه هل قصر في تعليم تلميذه  وما هي نتيجة جهده طوال سنين دراسة طويله ، إن حياة الرجال مليئة بشدائد الأمور فكما قال أبو الطيب رحمه الله
على قدر أهل العزم تأني العزائم
                        وتأني عل قدر الكرام المكارم
فيا من علمتنا قوة العزم في الحق أنت اهل لكل عزيمة صادقة ، ويا من علمتنا أن طريقنا محفوف بالبلايا اصبر على ابتلاء الحاضر كما صبرت على ابتلاء الماضي فان مثلك من الرجال لا يلين لهم عزم ولا تهتز لهم إرادة جذورهم ممتدة عبر تاريخ الأرض الطيبة والدين القويم ومن كانت جذوره قويه وبذوره طاهرة طهر الشريعة الغراء فثمرته من كثمار الجنة طيبة الريح والطعم سيزول طغاة اليوم كما زال طغاة الأمس ولتذكر يا شيخنا كم مر عليك من طغاة كلهم أُلقوا في مزابل التاريخ وبقيت دعوة الله ودعاتها شامخي الرؤوس منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .
محمد شعبان

الأحد، 15 أبريل 2012

المسئولية التاريخية لمرشحي الرئاسة الشرفاء


المسئولية التاريخية لمرشحي الرئاسة الشرفاء

في التاريخ الاسلامي حادثة ذات دلالة عظيمة قد يغفل البعض عنها لكن بها عبرة لا يتعظ بها إلا أولو الألباب حينما تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ليجمع بموقفه هذا شتاتاً أصاب الأمة ويوحد صفاً كاد أن يتمزق ويوجه طاقة الأمة لفتوحات وانتصارات على أعدائها لا على بعضها البعض ، ولكم يضيق صدر المخلصين من هذه الأمة حينما يُطرح سؤال لمن يكون صوتك في انتخابات الرئاسة ؟؟؟ ويطرح مع السؤال خيارات متعددة من أسماء شرفاء المرشحين الذين جاهدوا ضد الظلم وقاوموه حتى أثمرت جهودهم متمثلة في ثورة 25 يناير وتم اسقاط الظلم ، إلا أن موقفنا الآن ونحن على ابواب الانتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة ، لا يبشر بخير وينذر بعودة النظام السابق مرة أخرى ، حتى وان كان المرشحون من رموز الثورة أقوياء ولهم شعبية ويقف خلفهم لجاناً وتنظيمات إلا أن تعدد الأقوياء يشتت الأصوات ويجعل من ضعيف الفلول يكسب الجولة من أقوياء الثورة ، كما أن الاستهزاء بالخصم مهما كان ضعفه الظاهر لك هو أول درجات نجاحه وفشلك ولنا في قصة الأرنب المغرور والسلحفاة المنضبطة العبرة في هذا ، لقد تابعت من خلال وسائل الإعلام أخباراً تتواتر هنا وهناك عن محاولات يبذلها المخلصين من أبناء مصر لجمع المرشحين الشرفاء خلف مرشح واحد لضمان نجاحه وذلك من خلال حزب الوسط ولجنة المائة وغيرها ، إلا أنها جميعا بائت بالفشل فمع التصريحات البراقة المطمئنة التي لا تعدو كونها كلاما في الهواء لا يحدث شيئا جديداً وكأن كل واحد من المرشحين لا يرى نفسه إلا رئيساً ولا يرى نفسه غير ذلك ، إن المسئولية التاريخية تلاحق الجميع وأنتم جميعا قد جربتم الانتخابات من قبل في البرلمان والنقابات ولعبة الانتخابات في مصر واحدة الصوت هو الأهم وأكبر خطيئة ترتكب هي تشتيت الأصوات وتوزيعها فاذا بالمفاجآت الانتخابية تظهر من آن لآخر كما ان خطورة هذه الانتخابات تكمن في أنه كرسي واحد فلا هو برلمان ولا نقابة ليكون هناك مساومات فلان مع فلان ، إن التاريخ سيذكر بكل فخر من يحمل زمام المبادرة ليبدأ بنفسه وليقل أني ترشحت حبا في خدمة مصر وسأتنازل لعدم تشتيت الأصوات حباً في مصلحة مصر وسيحمله الشعب على الرؤوس وفي القلوب هو ومن تبعه في نهجه الكريم ، تعلمنا منكم يا شرفاء المرشحين إيثاركم في الخير وتضحيتكم لصالح مصر فلماذا لا تستكملون سلسلة التضحيات وتتفقوا جميعا على مرشح واحد منكم لنقف جميعاً خلفه ، وأدعوكم ألا تستمعوا لمن حولكم من الأنصار والمؤيدين لكن استمعوا لصوت الحسن رضى الله عنه حينما تنازل لأخيه جمعاً لصف المسلمين

إن القامات الكبيرة التي ترشحت لمنصب رئيس الجمهورية في مصر لها كل التقدير والاحترام وهم بالنسبة لجيلي أساتذة تربينا على محاضراتهم وكتبهم في كل فرع من فروع العلم والمعرفة إلا أنني ألمح هوى في النفوس عند الجميع لا أستثني منهم أحداً ، فلا مانع أن يتنازل فلان لفلان إلا هوى في النفس ولا تقل إنها مصلحة مصر فمن يريد خدمة وطنه فليخدمه في قطاعات كثيرة ليس بالضرورة أن تخدم مصر وأنت رئيس الجمهورية من الممكن أن تخدمها وانت نائب للرئيس أو مستشاراً للرئيس أو مفكراً أو رئيس حزب فخدمة الوطن لا تقتصر على موقع معين ، وأحذر شرفاء المرشحين إن تأخركم في إعلان توحدكم خلف مرشح واحد سيكون نتائجه وخيمة على مصر والثورة والعالم العربي كله ، أناشد فيكم حبكم لمصر وخوفكم على مستقبلها ، أناديكم باسم دماء الشهداء الأبرار الذين صدقوا كلامكم ونضالكم في سبيل مصر لا في سبيل كرسي الرئاسة لا تهدروا علينا هذه الفرصة التاريخية التي قد لا تتكرر، وحتى لا يأتي اليوم الذي نندم فيه وسنقف جميعا لنتلاوم ونتلاسن ويأتي فل من الفلول ليرأس مصر ووقتها سلام على مصر وأهلها ، وأدعوكم من الان إذا استمرت فرقتكم أن تجهزوا برقيات التهنئة لفل من الفلول بعد نجاحه في انتخابات الرئاسة التي أضعتموها أنتم لا نحن

واخيراً

إننا في ظرف استثنائي وأن نلتقي على الصواب خير من أن نتفرق على الأصوب

محمد شعبان

bnshaban@gmail.com

السبت، 31 مارس 2012

ثالوث الأزمة في مصر


ثالوث الأزمة في مصر
محمد شعبان
باحث اجتماعي
ما من حدث في مصر ويستطيع المصري أن يفرح به او أن يدخل السرور على قلبه ويفتخر به كنجاح من نجاحات ثورته العظيمة ، فاذا فرح به طرف أفسد الطرف الاخر فرحته ، آخر هذه الأحداث هو انطلاق الجمعية التأسيسية للدستور والتي تواجه منذ يومها قبل الأول حرباً شعواء وقتالاً ضاريا بين مؤيديها وبين المنسحبين المعترضين عليها حتى هؤلاء المعترضين منقسمون فمنهم من اعترض على طريقة التشكيل ومنهم من اعترض على المعايير الحاكمة لعملها ومنهم من اعتر ض على أي شيء فيها جملة وتفصيلاً
في هذه الأزمة وغيرها من الأزمات يتمثل لنا دائما سبب أزمات مصر كلها وهو من رأيي ثالوث لا يتفرق عن بعضه فالجميع مرتبط ببعضهم البعض كاليد الواحدة وليس لهم إلا أن يتعاونوا مع بعضهم لا أن يتنافروا ، ففي تنافرهم شر مستطير وفي وحدتهم عبور لبر الأمان ، الثالوث هو العسكر والإسلاميين والليبراليين كل واحد فيهم يملك قوة لا يملكها الآخر ولكل منهم نفوذ لا يقدر الآخر على تخطية
فالعسكر يملكون السلطة الحقيقية والقوة الضاربة
والاسلاميون يملكون الشرعية النيابية وقوة الحشد الجماهيري
والليبراليون يملكون الاعلام وقوة الوصول لأذن وعين الجمهور ( بغض النظر عن قوة التأثير )
ومن هنا تخيل كل واحد منهم قدرته على حسم الامور لصالحة ، وستظل مشكلات مصر والمواطن العادي تتفاقم وتتضخم مادامت القوى الثلاثة متنافرة غير متعاونة .
الغريب أن القوى الثلاثة تدعي إما صنع الثورة أو حمايتها أو تفعيلها وحينما يشطح خيال أحدهم يدعي أنه هو الثورة كما أدعى من سبقوه انه أنا الشعب والشعب أنا .
العسكر يريد استكمال مسيرة الامتيازات التي تميز بها طوال الستين عاما الماضية ولا يريد التراجع عن شبر واحد من أرض مكاسبه ومن أهمها مؤسسة الرئاسة وخصوصية الميزانية وأنه فوق المحاسبة
الاسلاميون يحتمون في ناخبيهم وفي شارع هم الاقرب واقعا له وهم أكثر من يحركه ويفعله وذلك من خلال تجارب عديدة مقارنة بمحاولات اتجاهات أخرى لتفعيلة فلم يستطيعوا أن يبلغوا ربع قدرة الاسلاميين على الحشد وأقرب مثال مسيرة حازم ابو اسماعيل لتقديم أوراق ترشحه للرئاسة وما أحدثته من ضجه فلو اجتمع الفضائيون جميعهم ما استطاع مرشحيهم للرئاسة اخراج مسيرة كمسيرة ابو اسماعيل
الليبراليون وهم ملوك الاعلام وأساتذة الفضائيات بلا منازع فلا ننكر لهم الحضور الطاغي والانتشار الكثيف فهم يجاهدون عبر الفضائيات أكثر من جهاد حماس والجهاد على أرض فلسطين ، من كثرة ما عاشوا في الفضائيات صدقوا أنهم قوة لها وزن ثم حينما يصدمون في قوتهم المزعومة بضعف التمثيل أو اهمال رجل الشارع لهم يكيلون الاتهامات لعموم الشعب بالسذاجة والسطحية تارة وبالجهل وعدم الوعي تارة أخرى أو بالانسحاب من المنافسة بحجج واهية ، وآخر الأسافي ان ينادي الليبراليون دعاة الديمقراطية العسكر بحمايتهم من الاسلاميين فيكفرون بالديمقراطية التي صدعونا بها سنين كذلك الأعرابي الذي كان يعبد صنماً من العجوة فلما جاع أكله
طالما هذا الثالوث مسيطر فلا انفراج ولا انفجار للأزمة قريب سنظل في لعبة دوارة لا رابح فيها احد بل الخاسر هو مصر وشعبها واقتصادها ودورها الريادي . لا انفراج لأن كل طرف يتشبث برأيه ومكاسبه ولا انفجار لأن كل طرف يخاف من قوة الطرف الاخر التي قد لا يدرك ماذا جهز للرد عليه
القوي في هذه اللعبة هو صاحب المبادئ من ينتصر لمبدأ لا لموقف ، من لا يغير موقفه حسب بوصلة المصالح فاذا رأى مصلحته مع العسكر نادى بالاستقرار حتى ولو تحت البيادة ولو انتفت مصلحته مع العسكر يهتف يسقط يسقط حكم العسكر مع احترامنا لمن يتمسك بموقفه دون تحول من حكم العسكر .
القوى هو من يكون صاحب فعل وليس رد فعل وهنا أذكر اسماً ممن اختلف عليه كثير من الناس أحترم فيه ثباته على مبدأه واستمراره على نهج يراه هو صواباً حتى لو رآه الاخرون خطأ فهو متمسك به ويسير عليه لا ينتمي إلى الفصائل الثلاثة وليس من فرسان الفضائيات انه المناضل العمالي ذي التوجه اليساري كمال خليل اختلفت معه أو اتفقت إلا أنك لا تملك غير الاعجاب بثباته على مبداه
واخيراً
إن الحل لأزمة مصر الحالية وأزماتها المقبلة هو دور العقلاء المخلصين من يجمعون ولا يفرقون ، دور الكبار من يتعالى على سفاسف الامور ويترفع عن المناصب لا هم له إلا مصلحة مصر العليا وجمع كلمتها والسير بها إلى بناء دولة قوية تليق بتاريخها تاريخ مصر
محمد شعبان
bnshaban@gmail.com
http://mohmadshaban.blogspot.com


الأربعاء، 22 فبراير 2012

الكائنات الفضائية وفن صناعة الازمات
محمد شعبان
قديما قالوا العند يورث الكفر ، لأن من يعاند لا يرى إلا نفسه ويرى العالم وقد تمثل في عقله فالحكمة هي ما يقول والصواب المطلق هو ما يراه وإصراره على رأيه قوة شخصية وثبات على الحق وما يحيق به من مشكلات هي ابتلاء واختبار للحق الذي يحمله ، والأدهى من ذلك أن يشاركه آخرون في هذا العناد فيشد بعضهم من أزر بعض ويزينون لأنفسهم ما يفعلون سواء كان هذا الفعل صحيحاً أم خطأ ويتضح لنا كل يوم أننا عباقرة وبامتياز في اختلاق الازمات سواء كانت صغيرة أو كبيرة وكأننا نميل إلى الانقسام بالفطرة فأجدادنا من رواد المقاهي الشعبية في زمن ما قبل المذياع كانوا منقسمين بين أبو زيد الهلالي سلامة وغريمه دياب بن غانم والشاعر المسكين أبو ربابة ينصر أبو زيد في ليلة ويهزمه في ليلة أخرى إرضاء للطرفين وتجنبا لضربه هو شخصيا ، ثم تطورت الأمور وورث آباؤنا عقدة الانقسام فانقسموا بين الأهلي والزمالك ، وكانت الحكومات المستبدة ولا تزال تغذي هذه الروح وتعمل على تشجيعها
وبعد أن من الله علينا بالثورة الفتية المباركة التي قدرها الله على أيدي الشعب كله بقيادة شبابه ، لم ينس البعض عقدة الانقسام فوجدنا عشرات الائتلافات الشبابية المنبثقة عن الثورة كما وجدنا اثنيات الازمات مثل
نعم للإعلان الدستوري ام لا
الدستور أولا أم الانتخابات أولا
حق الشهداء أم إجراء الانتخابات
شرعية البرلمان أم شرعية الميدان
المجلس العسكري قديس أم إبليس
الرئيس القادم بالاتفاق أم بالانتخاب
فعند اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي طالما انتظرها الناس جاءت أزمة اقتحام الداخلية وما يعرف بأحداث محمد محمود ، وحينما انتهت الانتخابات على خير وكانت فخرا للشعب كله ظهرت أزمة شرعية الميدان أم شرعية البرلمان ومحاولة البعض اقتحام مجلس الشعب ، وفي الوقت الذي ينادي عقلاء مصر بإعادة هيكلة الداخلية تجد أزمة لحية الضباط وسب العليمي للمشير وبكري للبرادعي
وفي الوقت الذي ينادي فيه الجميع بالعمل والانتاج تجد أزمة الاضراب والعصيان المدني وغيرها الكثير من الازمات الفرعية
ان السبب الرئيسي في هذه الازمات هي انتماء البعض لسلالات فضائية تستوطن مدينة الانتاج الإعلامي تتغذى على الكاميرات وتترعرع تحت أضواء الاستوديو عملهم الاصلي افتعال الأزمات واختراع المشاكل ومن ثم تجد الآلة الإعلامية الفضائية الموجهة تتلقف هذه الكائنات الفضائية وتروج لأفكارهم الغريبة التي رفضها الشعب فلا تجد واحداً من هذه الكائنات الفضائية نجح لحزبه أو لفكره في الانتخابات إلا القليل وهذا طبيعي فكيف ينتخب الناس كائن فضائي لا هم له إلا التنقل بين الفضائيات والتعامل مع الفضائيين أمثاله لينتج لنا أفكاراً تجرف سفينة الوطن لحافة الخطر أو قل تعيبها لتغرق أهلها جهلا منهم بعظائم الأمور وتعلقاً بما دونها
والفضائيون أمة فيما بينهم فلو تم اختيار احدهم لمكانة أو منصب لكان أفضل الاختيار وانتصارا للثورة وتعبيراً عن صوت الشعب ، ولو تم اختيار واحداً من سلالة أخرى لكان صفقة مبرمة وشبهة فساد وعودة لعصر الاستبداد
إن افتعال الازمات يجر البلاد لفوضى عارمة فلا تقدير لشيئ ولا صوت يعلو فوق صوت المصلحة فكيف لفلان أن ينتصر رأيه او اتجاهه على علان وبهذا نصل ببلادنا لخراب مستعجل نذبح بايدينا ثورتنا ونفرح أعدائنا سكان كوكب طرة والمتربصين بنا الدوائر عليهم دائرة السوء بما ظلمونا
إن افتعال الازمات لا يجر على صاحبه إلا الخسارة خسارة لشعبيته وسط الناس ثم يأس من الاصلاح على طريقته واكتئابً يصيبه بعد فترة يؤدي لهذيان خطابي مصحوب برعشة في الفك السفلي أو انتحار والعياذ بالله ، لابد للفضائيين أن يتحرروا من معتقداتهم الغريبة بان الشعب مضلل ومغيب ومضحوك عليه لأنهم هم المضحوك عليهم فلو كلف بعضهم نفسه مشقة النزول إلى الشارع كما يفعل انصار التيار الاسلامي لوجدوا فيما يعتقدون اختلافاً كبيراً ولاستطاعوا فهم ما يجري في مصر فالشارع هو من اختار شرعية البرلمان والقرب من الشارع ورجل الشارع أفضل وأولى من القرب من مقدمة برامج التوك شو التي لاتعرف عن الناس شيئا سوى ما تراه من خلف زجاج سيارتها الفخمة ذهاباً واياباً لمقرها الفضائي ، مصدرها خبر صحفي وارد ان يكون نصفه مكذوب أو فيديو على اليو تيوب لتجعل منه مادة لحلقة من الحلقات ثم نكتشف ان الجميع خدع لأن الخبر غير صحيح أو الفيديو من بلاد أخرى مثل فيديو سحب قتيل المظاهرات والقائه بالقمامة كان من اليونان وليس بمصر وليس لك أن تسأل عن الحوارات التي صارت والاعصاب التي ثارت والتصريحات العنترية من الضيوف الفضائيين والاموال المنفقة والخاسر الحقيقي هو من اتخبط في عقله وشاهد مثل هذه البرامج الفضائية لكائنات فضائية
وأخيرا
- عودوا إلينا أيها الفضائيون فان مصلحتكم ومصلحة بلادكم هنا على الارض
- إن نجاح الاسلاميين لم يكن في الوصول لأغلبية مقاعد المجلس بل نجاحهم الكبير في الوصول لقلوب الناس وعقولهم
محمد شعبان
باحث اجتماعي

الاثنين، 30 يناير 2012

التوافقية والكورة الشراب

التوافقية وقانون الكورة الشراب
في لعبة الكرة الشراب قوانين تختلف عن تلك التي يعرفها بلاتر ومن معه من أساطين الفيفا ، فعندنا الجون أي حارس المرمى ممكن أن يلعب مهاجم وعندنا لا يحتسب الفاول ولمسة اليد إلا بإجماع الفريقين وذلك لأن حكم المباراة يكون أحد لاعبي الفريقين أو لا يوجد حكم أصلا ، كل ذلك وأكثر تجده في الساحة السياسية المصرية ، فالديمقراطية وقوانينها في العالم غير الديمقراطية في مصر فنحن نعتمد ديمقراطية الكرة الشراب فلا ينبغي لقانون أو اختيار الا برضى الفرق مجتمعة وإلا فستجد من ينوح ويصيح ويلطم الخدود ويشق البدل ويقطع الكرفتات على عودة فساد المنحل وديكتاتوريته
قوانين الكرة الشراب اعتمدها أصحاب نظرية التوافقية الخلاقة فمثلا يحصل حزب الحرية والعدالة على 47% ويكون رئيس المجلس من حزب آخر حاصل علي 2 % وإلا فيكون الحرية والعدالة ظالماً جباراً لا يحترم رأي الأغلبية وينادي الاخرون بالتوافق على قيادات البلد للمرحلة القادمة حتى نخرج من سيطرة التيار الواحد الذي أخطا الشعب الساذج وانتخبه باغلبية وبلانا به – منه لله شعب مابيتمرش فيه التوك شو والسهر في الفضائيات للصبح-
أعتقد أن التوافق يكون في مرحلة ما قبل الانتخابات مقبولاً حيث الجميع متساويين أمام الناس وكل حزب يدعي أنه يمثل الشعب تمثيلاً حقيقياً حتى وان لم يكن عدد اعضائه قد تجاوز المئة الأولى بعد الثلاثة آلاف المؤسسين ، لكن بعد الانتخابات لا صوت يعلو فوق صوت الصندوق ، اختار الناس ولا بد من احترام اختياراتهم ، الخاسرون والاقليات البرلمانية تريد الالتفاف على إرادة الجماهير ليحقق أغراضا في نفسه تحت مسمى لا عودة لسيطرة الحزب الواحد وهي كلمة حق يراد به باطل وكأن سيطرة حزب واحد بدعة جديدة في الديمقراطية ألم يسيطر من جاء بالانتخاب الحر على مقدرات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وكل الديمقراطيات المحترمة ، هل يتساوى الحزب المنحل الغاصب لكل شيئ بقوة التزوير وغشم الداخلية بمن نجح في الحصول على الأغلبية الحقيقية بنسبة كبيرة لا يستويان أبدا
الأعجب من ذلك أنك تجد من الاعلاميين من يساند اتجاه التوافقية الخلاقة فتجد عنواناً رئيسيا لجريدة ما يقول اختيار رئيس محلس الشعب والوكيلين في غياب ثمانية أحزاب وغفل محرر الخبر عن ان الاختيار كان لستة أحزاب تمثل أكثر من 85 % من البرلمان كما ان الثمانية أحزاب الغائبة لا تمثل عشرة بالمائة من البرلمان ، وكذلك برامج التوك شو يستضيف أحدهم من يصرخ متشنجاً متسائلاً كيف لحزب واحد واحد أن يفرض رأيه على 40 حزباً ثم يعلنها عنترية قوية أنا لن أرضخ ولن اخاف من الأغلبية فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله وتشعر كأنه من مستضعفي الصحابة في مكة
التوافق بالطريقة المطروحة لا توجد سوى في لبنان والعراق وكانت نتائجه كارثية نتج عنه انقسام وطائفية غير محدودة ، إن من ينادي بالتوافقية
هو محتقر لإرادة الشعب ، كما أنه يطفف في الكيل ويكيل بمئة مكيال
يلمز الناجحين في الانتخابات في الأصوات والمقاعد فان أعطى منها رضى وإن لم يعطى يطلب التوافقية حتى يحصل بالباطل على ما لم يحصل عليه بالشرعية
إن الناخب لن يسأل نائبه عن التوافقية ولكن سيسأله في ختام الدورة البرلمانية عن ماذا أنجز ولن يهتم بحسابات الهندسة الفراغية للتوافقيين وغيرهم
سؤال اخير لو أن حزب الوسط أو المصريين الأحرار هو من فاز ب 47 % من المقاعد
هل كان سيعمل بالتوافق ؟؟
هل كان سيتخلى لرئاسة البرلمان واغلب اللجان لغيره من الأحزاب؟؟؟
وهل كان سيتهم الناخبين بالسذاجة وانهم انضحك عليهم بالشعارات؟؟
وهل كان البرلمان وقتها سيكون معبراً عن الشعب أم لا ؟؟
أيها السادة دعونا من الكلام وهيا إلى العمل ، هيا نرتب البيت المصري من الداخل ، نهتم بالأجور بالصحة بالطرق بالتعليم فمشاكلنا كثيرة تحتاج لجهود كبيرة متضافرة لا نريد أن نسمع ضجيجاً ولا نرى طحينا
واخيراً
من يحب مصر فليحترم اختيار شعبها وليصبر على مشاكلها
من السهل أن تكون معارضاً جسوراً لا يشق لك غبار، ولكن ما أصعب أن تتحمل المسئولية
محمد شعبان
باحث اجتماعي

السبت، 28 يناير 2012

صانع الثورة ومفجرها
منذ فجر الثورة المباركة في 25 يناير 2011 وتتابع أحداثها وانتصاراتها ومليونياتها والجميع يدور في ذهنه هذا السؤال
كيف متى من
إن الثورات تقوم إما بتخطيط من قبل أفراد لهم قوة ووضعية تسمح لهم بذلك كثورة يوليو التي دبر وخطط لها الضباط الأحرار وكان لها قادة معروفين ثم ساندها الشعب ليتخلص من نظام لم يرض عنه ، أو ثورة شعبية تبدأ باحتجاجات ثم تكبر حتى تكون ثورة تطيح بالنظام القائم كله كثورة المصريين على حكم خورشيد باشا وتولية محمد على حكم مصر 1805 ، وثورة 25 يناير المباركة والتي منذ بدايتها حتى الان نسمع يوميا طوال ال365 يوم التي هي عمر الثورة زعماء ومفجرين وقادة ينسبون جميعا الفضل لأنفسهم المتواضعة وجهودهم الكريمة الفضل في تفجير الثورة تارة بما قدموه من معارضة شرسة للنظام السابق أو قيادة للميدان وجهودهم الجبارة في زحزحة وخلع المخلوع غير مأسوف عليه ، حتى وصل الأمر لائتلافات عديدة وأحزاب كثيرة وكله ابن الثورة أو أبوها في بعض الأحيان ووصل الأمر ان بعض هؤلاء الشباب صارا يهاجمون بعضهم بعضا وسمعت في أحد برامج التوك شو في قناة ولدت بعد الثورة كان من ضمن الضيوف قائد أحد الائتلافات واتصل بهم قائد آخر منفعلا على كلام القائد الضيف وأكد القائد المتصل أن ائتلافه يضم عدداً هائلاً من الشباب تحت اسم كذا فاذا بالقائد الضيف يعلن أنه لا يعلم عنهم شيئاً ولم يسمع بهم ولا بائتلافهم من قبل فانفجر القائد المتصل غضبا وأرغى وأزبد واتهم القائد الضيف بالعمالة لأمن الدولة السابق فاتهمه الآخر بالعمالة للفلول والمجلس العسكري معاً وصارت خناقة وقطع الاتصال ، بعد هذا الموقف المشين والذي من المؤكد انه لا يمثل الثوار ولا الثورة جاء هذا السؤال الطبيعي من هو صاحب الثورة وصانعها ؟؟؟
وانتبه لا تقل لي الشعب فهي كلمة مطاطة وإن من الشعب
وأيضا لا تقل الشباب فهي كلمة عنصرية اختصرت الثورة في قائدها وهم الشباب ولقد رأينا في الميدان كهولا وشيوخا معتصمين
ليس للثورة صانع بل صناع لا ننكر أدوارهم وجهودهم ، إن الثورة قامت ضد الحكم العسكري الجاثم على صدور البلاد من 1952 حتى الان فهو نظام قمع الحريات والغى تداول السلطة ونهب رجاله خيرات مصر وتاجروا باسمها وأفسدوا فيها ، فصناع الثورة هم من عارض فساد النظام وديكتاتوريته طوال الستين عاما الماضية فكيف لا نقول ان إبراهيم شكري أو فؤاد سراج الدين أو عمر التلمساني أو أحمد نبيل الهلالي وأيمن نور ومحمد البرادعي الذي أعلنا تحديهما للديكتاتورية بترشحهما للرئاسة وغيرهم جميعا ممن دعا للثورة وحرض عليها.
كيف ننسى أحداثاً ألهبت مشاعر الناس وحرضتهم على الثورة مثل فساد الحزب الوطني وظلم مراكز القوى و أحداث الأمن المركزي ومشكلة شركات توظيف الأموال وتزوير الانتخابات لعقود وقطار الصعيد وعبارة السلام كلها أحداث شحنت نفوس الناس ، كيف ننكر أدوار مصريين وطنيين شرفاء قد لانعرف أسمائهم ممن رفضوا الرشوة والفساد بل فضحوا أصحابها فمن موظفة وزارة الصحة التي كشفت أكياس الدم الملوثة إلى من كشف فساد صفقة بيع شركة عمر أفندي إلى سليمان خاطر وأيمن حسن وكل من قام بدور يرضي به ربه حباً لوطنه وخوفا عليه .
ولا ننسى قافلة الشهداء التي ضحوا بأرواحهم لنحيا حياة حرة كريمة والتي لم تنته بخالد سعيد وشهداء موقعة الجمل وغيرها وإنما بدأت من شهداء محاكمات 1954 المستشار عبد القادر عودة ورفاقه واستمرت قافلة الشهداء بين محكوم عليه بالإعدام وبين من ارتفع شهيداً تحت سياط التعذيب مثل عبد الحارث مدني وسيد بلال وأكرم زهيري وخالد سعيد
كل هؤلاء قادة الثورة ومفجروها وزعمائها ، ونفذها شباب مصر الطاهر وشيوخه الكرام ورجاله الميامين ونسائه الحرائر فمن العيب والمغالطة ان يأتي مدع ويسأل متى كان للأحزاب صوت أو متى كان للإخوان دور ، فكل مصر تسعى للتحرر من الديكتاتورية منذ بداية الديكتاتورية إلى قيام الثورة فلم يستسلم الشعب لجلاده يوماً وإن بدا خانعاً في معظمه فلم يعدم معارضين شرفاء أقوياء على اختلاف التوجهات من أقصى اليمين لأقصى اليسار رفضوا الرشاوي السياسية لإثنائهم عن مواقفهم الثابتة أو زعزعتهم عن أراءهم الحرة في مقاومة الظلم والطغيان ، إن إنكار دور الوطنية المصرية في مواجهة الديكتاتور واختصارها في ثورة 25 يناير والجيل الذي قام بها جريمة في حق دماء الشهداء وتضحية المخلصين من الأجيال السابقة لجيل الثورة كما انه تكرار لخطيئة قام بها جيل ثورة يوليو حين اختصروا التاريخ المصري وزعمائه في ثورة يوليو وجمال عبد الناصر .
واخيراً ......
إن ادعاء صناعة الثورة وتفجيرها لشخص أو جيل بعينه لهو إدعاء كاذب يفتقر للأدب والتاريخ بل هي ثمرة جهود قوية منظمة مخلصة استمرت ستون عاماً كانت ثمرتها هذه الثورة المباركة
الوريث الشرعي للحزب الوطني
في يوم يعد من أيامنا الوطنية الرائعة التي لا تقل مهابة وجلالً عن أيام التحرير الثمانية عشر ، بدأ البرلمان المنتخب الحر أولى جلساته في الثالث والعشرون من يناير وكان بالفعل عرسأ ديمقراطيا وكان اعظم ثمار الثورة المصرية أن يجلس تحت قبة البرلمان ممثلون حقيقيون للأمة من خلال اختيار حر وشريف ، وبغض النظر عن ما جرى في الجلسة من مشادات ومحاولة البعض استغلال الحشد الإعلامي للموقف وكثرة الكاميرات لعمل شو اعلامي بمواقف ما أنزل الله بها من سلطان ، تردد على ألسنة البعض كلمة وريث الحزب الوطني واشتكي البعض من تسلط الأغلبية على الأقلية وكان لا بد من وقفه نحدد فيها من هو الوريث
ليس الوريث من جلس على نفس الكرسي فليس من المعقول تشبيه الدكتور الكتاتني الذي جاء بانتخاب حر من رحم الشارع السياسي النظيف كسلفه الذي جاء بقهر أمن الدولة وبطش الحزب المنحل ليقر مايريده المخلوع وعصابته
الوريث الحقيقي هو من يعمل بنفس الأسلوب الديكتاتوري الإقصائي التعسفي التخويني
من يرفض اختيار الشعب إذا جاء بغيره فهو الوريث
من يأبى التوافق الوطني إلا لمصلحته فهو الوريث
من يستبد برأيه ويصر عليه دون الالتفات لرأي الغير فهو الوريث
من يدعي الوطنية والثورية دونما عمل فهو الوريث
من لا يجيد إلا المعارضة الكلامية دون برامج وحلول عملية فهو الوريث
من يلوى عنق الحقيقة بل يقصمها وينكر دور الآخرين فهو الوريث
من لا يرى إلا نفسه ورأيه فهو الوريث
إن أبسط قواعد الحياة السليمة أن نحتكم لشيئ في حياتنا أياً كان هذا الشيئ بداية من القرآن الكريم والشريعة الاسلامية انتهاء بقانون عباد البقر فلا تصلح الحياة إلا بضابط وكلنا ارتضينا لحياتنا الجديدة حكم الشعب الحر واختار نوابه وممثليه فانقلب البعض صاغرا مرغيا ومزبدا ، فمنهم من قال أن المجلس بلا صلاحيات ، ومنهم من قال أن الشعب طيب ومن السهل خداعه ومنهم من قال تزوير ومنهم من قال انتخابات حرة لكن المجلس لا يعبر عن طبيعة الشعب وتوازنه نظراً لأن نسبة اللحى في المجلس أكبر من نسبة اللحى في الشارع ولا أدري لأي نظرية سياسية ارتكن هؤلاء .
وأخيراً
إن وراثة الحزب الوطني ليست في وراثة الأغلبية وليست في وراثة الكراسي ولكن في طريقة إدارة الأمور والتعامل مع الآخر
محمد شعبان