بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 5 مايو 2012

عبد الله حامد وابتلاء الماضي والحاضر

عبد الله حامد وابتلاء الماضي والحاضر
بدأ الصراع بين الحق والباطل مع بداية الخلق واستمر هذا الصراع وسيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وفي النهاية يهنأ أهل الحق بنعيم رحمة الحق تبارك وتعالى ويقف المبطلون أهل الباطل بين يدي المولى عز وجل ليحاسبهم على النقير والقطمير. ومتابعة لأحداث العباسية الدامية استوقفني اسم مراسل قناة مصر 25 الذي اعتقلته القوات العسكرية مصعب عبد الله حامد والذي استوقفني في الخبر ليس اعتقال مصعب وانما استوقفني اسم استاذنا عبد الله حامد الذي عايش مواقف البلاء في النظام السابق مرات متعددة وخرج من كل مرة صابراً محتسباً نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله ،وكأن البلاء بالسجن وغيره لأهل الدعوة أمر لا ينقطع . تميز الاستاذ عبد الله حامد برفقته لواحد من رموز الدعوة وابتلائها في مصر والعالم الاسلامي هو المرحوم الحاج أحمد البس رحمه الله والذي نقل لنا الاستاذ عبد الله حامد كثير من مواقفه الايمانية والتربوية الكثيرة وأحسب أن الاستاذ عبد الله تعلم من شيخه وشيخنا كيفية تلقى البلاء والتعامل مع الصبر كنعمة يجب أن ننميها في أنفسنا وبيوتنا ، ولما قامت الثورة وبدأت بشائر العهد الجديد بانفتاحه وحريته استبشرنا جميعا بزوال ليل السجون وأفول نجم المعتقلات وانتهاء عصر الأحكام الجائرة الجاهزة الترتيب ، إلا أن الله عز وجل يرتب لنا أمراً آخر وهو تربية الابناء على مبادئ الاباء التي تعلموها من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإذا بجيل يستلم الراية مرفوعة من سابقه فيسير بها وسط الأنواء ليستمر بعون الله في رفعها ، واذا بمصعب يسير على درب أبيه وإذا بقصص الوالد عن ليل السجون وأيام المعتقل يعيشها الولد ويتربى في محاضنها تربية عملية ، يستكمل جيل مصعب ما بدأه جيل والده فاذا كان الاستاذ عبد الله وجيله أعد رجالاً وربى أبطالاً فلابد لهؤلاء الأبطال أن تُختبر عزائمهم وتُمتحن أفهامهم فيما درسوه وتعلموه ، إن مثال مصعب وأبيه كحال معلم مكث طوال عام دراسي يعلم تلميذه ويلقنه دروسه حتى جاء وقت الاختبار فاذا بالمعلم يرقب التلميذ في امتحانه يرى أدائه ويتابع إجاباته ، ويخفق قلبه خوفاً على نفسه هل قصر في تعليم تلميذه  وما هي نتيجة جهده طوال سنين دراسة طويله ، إن حياة الرجال مليئة بشدائد الأمور فكما قال أبو الطيب رحمه الله
على قدر أهل العزم تأني العزائم
                        وتأني عل قدر الكرام المكارم
فيا من علمتنا قوة العزم في الحق أنت اهل لكل عزيمة صادقة ، ويا من علمتنا أن طريقنا محفوف بالبلايا اصبر على ابتلاء الحاضر كما صبرت على ابتلاء الماضي فان مثلك من الرجال لا يلين لهم عزم ولا تهتز لهم إرادة جذورهم ممتدة عبر تاريخ الأرض الطيبة والدين القويم ومن كانت جذوره قويه وبذوره طاهرة طهر الشريعة الغراء فثمرته من كثمار الجنة طيبة الريح والطعم سيزول طغاة اليوم كما زال طغاة الأمس ولتذكر يا شيخنا كم مر عليك من طغاة كلهم أُلقوا في مزابل التاريخ وبقيت دعوة الله ودعاتها شامخي الرؤوس منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .
محمد شعبان