بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 15 أبريل 2012

المسئولية التاريخية لمرشحي الرئاسة الشرفاء


المسئولية التاريخية لمرشحي الرئاسة الشرفاء

في التاريخ الاسلامي حادثة ذات دلالة عظيمة قد يغفل البعض عنها لكن بها عبرة لا يتعظ بها إلا أولو الألباب حينما تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ليجمع بموقفه هذا شتاتاً أصاب الأمة ويوحد صفاً كاد أن يتمزق ويوجه طاقة الأمة لفتوحات وانتصارات على أعدائها لا على بعضها البعض ، ولكم يضيق صدر المخلصين من هذه الأمة حينما يُطرح سؤال لمن يكون صوتك في انتخابات الرئاسة ؟؟؟ ويطرح مع السؤال خيارات متعددة من أسماء شرفاء المرشحين الذين جاهدوا ضد الظلم وقاوموه حتى أثمرت جهودهم متمثلة في ثورة 25 يناير وتم اسقاط الظلم ، إلا أن موقفنا الآن ونحن على ابواب الانتخابات الرئاسية الأولى بعد الثورة ، لا يبشر بخير وينذر بعودة النظام السابق مرة أخرى ، حتى وان كان المرشحون من رموز الثورة أقوياء ولهم شعبية ويقف خلفهم لجاناً وتنظيمات إلا أن تعدد الأقوياء يشتت الأصوات ويجعل من ضعيف الفلول يكسب الجولة من أقوياء الثورة ، كما أن الاستهزاء بالخصم مهما كان ضعفه الظاهر لك هو أول درجات نجاحه وفشلك ولنا في قصة الأرنب المغرور والسلحفاة المنضبطة العبرة في هذا ، لقد تابعت من خلال وسائل الإعلام أخباراً تتواتر هنا وهناك عن محاولات يبذلها المخلصين من أبناء مصر لجمع المرشحين الشرفاء خلف مرشح واحد لضمان نجاحه وذلك من خلال حزب الوسط ولجنة المائة وغيرها ، إلا أنها جميعا بائت بالفشل فمع التصريحات البراقة المطمئنة التي لا تعدو كونها كلاما في الهواء لا يحدث شيئا جديداً وكأن كل واحد من المرشحين لا يرى نفسه إلا رئيساً ولا يرى نفسه غير ذلك ، إن المسئولية التاريخية تلاحق الجميع وأنتم جميعا قد جربتم الانتخابات من قبل في البرلمان والنقابات ولعبة الانتخابات في مصر واحدة الصوت هو الأهم وأكبر خطيئة ترتكب هي تشتيت الأصوات وتوزيعها فاذا بالمفاجآت الانتخابية تظهر من آن لآخر كما ان خطورة هذه الانتخابات تكمن في أنه كرسي واحد فلا هو برلمان ولا نقابة ليكون هناك مساومات فلان مع فلان ، إن التاريخ سيذكر بكل فخر من يحمل زمام المبادرة ليبدأ بنفسه وليقل أني ترشحت حبا في خدمة مصر وسأتنازل لعدم تشتيت الأصوات حباً في مصلحة مصر وسيحمله الشعب على الرؤوس وفي القلوب هو ومن تبعه في نهجه الكريم ، تعلمنا منكم يا شرفاء المرشحين إيثاركم في الخير وتضحيتكم لصالح مصر فلماذا لا تستكملون سلسلة التضحيات وتتفقوا جميعا على مرشح واحد منكم لنقف جميعاً خلفه ، وأدعوكم ألا تستمعوا لمن حولكم من الأنصار والمؤيدين لكن استمعوا لصوت الحسن رضى الله عنه حينما تنازل لأخيه جمعاً لصف المسلمين

إن القامات الكبيرة التي ترشحت لمنصب رئيس الجمهورية في مصر لها كل التقدير والاحترام وهم بالنسبة لجيلي أساتذة تربينا على محاضراتهم وكتبهم في كل فرع من فروع العلم والمعرفة إلا أنني ألمح هوى في النفوس عند الجميع لا أستثني منهم أحداً ، فلا مانع أن يتنازل فلان لفلان إلا هوى في النفس ولا تقل إنها مصلحة مصر فمن يريد خدمة وطنه فليخدمه في قطاعات كثيرة ليس بالضرورة أن تخدم مصر وأنت رئيس الجمهورية من الممكن أن تخدمها وانت نائب للرئيس أو مستشاراً للرئيس أو مفكراً أو رئيس حزب فخدمة الوطن لا تقتصر على موقع معين ، وأحذر شرفاء المرشحين إن تأخركم في إعلان توحدكم خلف مرشح واحد سيكون نتائجه وخيمة على مصر والثورة والعالم العربي كله ، أناشد فيكم حبكم لمصر وخوفكم على مستقبلها ، أناديكم باسم دماء الشهداء الأبرار الذين صدقوا كلامكم ونضالكم في سبيل مصر لا في سبيل كرسي الرئاسة لا تهدروا علينا هذه الفرصة التاريخية التي قد لا تتكرر، وحتى لا يأتي اليوم الذي نندم فيه وسنقف جميعا لنتلاوم ونتلاسن ويأتي فل من الفلول ليرأس مصر ووقتها سلام على مصر وأهلها ، وأدعوكم من الان إذا استمرت فرقتكم أن تجهزوا برقيات التهنئة لفل من الفلول بعد نجاحه في انتخابات الرئاسة التي أضعتموها أنتم لا نحن

واخيراً

إننا في ظرف استثنائي وأن نلتقي على الصواب خير من أن نتفرق على الأصوب

محمد شعبان

bnshaban@gmail.com