بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 سبتمبر 2011



حكامنا وبهلوانات السيرك
البهلوان هو لاعب السيرك وفي تعريف معجم اللغة العربية الحديث جاء تعريف البهلوان بأنه ( شخص بارع في نوع من الألعاب التي تتطلّب التوازن والخفّة كالمشي على الحبل، من يحاول إدهاش النَّاس بوسائل غريبة "بهلوان على سلك حديدي" ° طيران بهلوانيّ: طيران استعراضيّ، تمرين خطر أو صعب يُجرى بالطائرة )
المتتبع للأحداث العربية المعجزة منذ بداية عام 2011 وحتى الآن وهو عام الفرح العربي وما كشفته لنا تلك الأحداث عن خبايا وخفايا لم يكن يعلمها الكثير من عوام الناس أمثالي ، جعلتني أشعر أن العالم العربي يحكمه مجموعة من البهلوانات فمخطئ من يظن ان مبارك كان غبياً أو أن القذافي مجنوناً أو أن بشار جاهل لا يدرك أبعاد الأمور،لا بل وضح العكس تماما أخطر ما في الأمر هو كيف استطاع حكامنا السابقون خداعنا كل هذا الوقت فكل ما أعلن عنه الزعماء كذب وكل مواقفهم المعلنة يتبعها مواقف خفية عكس المعلنة تماما حنى حكام الحناجر والشعارات الرنانة كانوا بهلوانات وخدعونا أكثر من غيرهم وتبين لنا بعد أن كشفت لنا الثورات زيفهم أن كلهم واحد قصة واحدة الحاكم الجبار لشعب ظنه مستكين ويتبين ذلك في الآتي
- قضايا التنمية الداخلية
البهلوانات أقصد الحكام صدعونا بنضالهم من أجل ان يوفروا لنا قوت يومنا وأن الفقر الذي نعيشه هو بسببنا وأنه أي الحاكم هايجيب لنا منين طول ما الانجاب شغال وأن الزيادة السكانية تلتهم كل التنمية ، وأنه دائما يوصي بل أمر رجال حكمه من الوزراء بأن يستوصوا خيرا بمحدود الدخل وغير ذلك مما حفظناه طول العقود الماضية ، ونفاجأ بأن ثروة واحد من البهلوانات أي الحكام تتراوح من 40 إلى 130 مليار دولار أين كانت هذه المليارات من التنمية الداخلية وكيف تضخمت بل ورمت ورما مستعصيا على الفش أي العلاج إلا في ميدان التحرير ، البهلوان الليبي خزن المليارات لدى الغرب وبلاده تفتقر للبنية التحتية ، وأنفق أولاده الملايين على المغنيين الاجانب وقتما كان الشعب يفتقر للماء النظيف والعيش الكريم ، أما اليمن فالفقر فيها عجيب لا تكاد ترى له مثيلا والبهلوان ومن حوله يغرقون في مليارات لا حصر لها .. يارب يغرقوا في البحر
- العلاقة بالكيان الصهيوني
علاقة البهلوانات بالكيان الصهيوني أعجب من العجب فالبهلوان المصري كنا نعلم أنه واحد من رجالات الغرب وحليفا لإسرائيل لكننا لم نتخيل أنه بالنسبة لهم كنز استراتيجي ورجل مهم كبنجوريون لعنه الله ، البهلوان ومريديه صدعونا بدوره الريادي في المصالحة الفلسطينية وجهده المضني في لم الشمل فمكث سنين حتى يجمع الفصائل على اتفاق واحد وفشل والحمد لله أنه فشل حتى لا يرجع فضل لم شمل الفصائل لبهلوان وجمعهم مخلص في اسبوع فتم الاتفاق
البهلوان السوري ونظامه صدعونا ومازالوا بانهم من اهل الممانعة وأنهم حائط الصد العربي للغزو الصهيو أمريكي للمنطقة في الوقت الذي اعلنت فيه صحف اسرائيلية خوف القيادة الصهيونية على نظام البهلوان لأنه يوفر لهم أمان جبهة الجولان وبالفعل طوال أربعين سنة لم تطلق من الجولان رصاصة ولا حجر على الكيان
البهلوان الليبي صاحب أكبر قدر من الخطب طويلة الاجل بكته القيادة الصهيونية وكشفت لنا نسبه اليهودي حيث أن امه يهودية كما يدعون ولو لم تكن امه يهودية يكفيه شر ما فعله في الشعب الليبي، البهلوان لم يؤذ الكيان مرة ولم يفكر في ذلك وقصة المواقف العربية والخطب الرنانة لا تعدوا جعجعة فارغة في الصحراء القاحلة
- قضية الديمقراطية والتعددية السياسية
البهلوانات كلهم سواء من عنده نظام تعددي كالبهلوان المصري واليمني او من يعمل بنظام الحزب الواحد كالبهلوان السوري أو من يعمل بنظام الكشري كالبهلوان الليبي كلهم سواء لا صوت يعلو فوق صوت البهلوان من اعجب العجاب أن يرشح رئيس حزب نفسه لانتخابات الرئاسة في مصر ثم يسأل عن رأيه فيقول أنه سيعطي صوته للبهلوان ، انتخابات البهلوانات كانت مسرحيات كبرى وسيرك كبير النتيجة فيها معلومة مسبقا لأن الرأي ليس للصندوق ولكن لتقسيم الأدوار بين البهلوان ورجاله والشعب إن كان هناك في أذهانهم شعب ، كما ان السجن والسحل وأحيانا القتل نصيب المخربين لعقول الشعب واعداء الوطن وأصحاب الأجندات ممن يسمون أنفسهم معارضة ، كل بهلوان عجوز كان يجهز البهلوان الصغير ليخلفة في السيرك والبركة في من سن السنة السورية المهببة والذي عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى عام 2011 لأنه بعد عام 2011 لا توريث في الجمهوريات العربية ولا بالطبل البلدي
محمد شعبان
باحث اجتماعي
bnshaban@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق