بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 4 سبتمبر 2011

نعم للقومية و للقوميين ولا للقادة القوميين




نعم للقومية و للقوميين ولا للقادة القوميين
القومية هي حب الأمة و يتضمن في الوقت نفسه حب الأرض التي تعيش عليها الأمة. وإن منبع الوطنية وبذرتها الأولى
حب الوطن وأما منبع القومية الأصيلة فحب الأهل وتبنى عوامل القومية على عاملين حاسمين هما اللغة
والتاريخ، ويضيف إليهما، هنا وهناك، عوامل أخرى هي بالدرجة التالية لهذين العاملين؛ كالأرض أو الاتصال الجغرافي
وفي عالمنا العربي قوميون شرفاء أحبوا عروبتهم وعشقوا ترابها بإخلاص وتمنوا بل وعملوا على تحقيق الحلم العربي الأوحد حتى الآن وهو الوحدة العربية الكبرى ، منذ قرن من الزمان وهذا الحلم مازال يتغنى به القوميون ويحلمون
وفي ذات المذهب الشريف تسلط على رقابنا قادة قوميون ملكوا رقاب البلاد والعباد باسم القومية نهبوا قوتنا وانتهكوا أعراضنا وأعملوا فينا الجهل والظلم وكل أنواع الموبقات ، الحاكم القومي غالباً ما يكون عسكري النشأة وجاء للقصر على ظهر دبابة ليعلن في بيانه الأول أنه جاء لتحرير فلسطين ليحقق الحلم العربي الكبير بإقامة دولة العرب الكبرى وتكون بلاده عاصمة للأمة ، فيفرح الناس ويهللوا ويهتفوا بحياة الزعيم وسرعان ما يبدأ الزعيم بإصلاحات واسعة لا ليحقق جلم الجماهير التي هتفت له ولكن ليكرس لمشروعه الديكتاتوري فتفتح السجون وتنصب المشانق وتفرض على الناس الأفكار والعقائد كل ذلك في سبيل تحرير البلاد ونهضتها ، ويظل الزعيم القومي وعصابته في الطغيان يعمهون حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
جمال عبد الناصر في مصر
آل الأسد في سوريا
صدام حسين في العراق
القذافي في ليبيا
نماذج مكررة لفكرة واحدة الحاكم القومي الذي يعلن عدائه للإمبريالية الأمريكية والاستعمار الغربي ومقاومته للمشروع الصهيوني ، ثم تثبت الأيام انه لم يطلق رصاصة واحدة على الكيان الصهيوني ، بل ثم تأتي ويكيلكس أو مذكرات رجاله لتثبت أنه كان مواليا حليفاً منبطحاً لأعدائه من المستعمرين الغربيين.
ماذا قدم لنا الحكام القوميون الذين استغلوا حب الشعوب للوحدة وشوقهم لتحرير القدس الشريف ، ماذا قدم لنا القائد الفذ الملهم الذي استغل مفكرو القومية الشرفاء ليضل الناس بعلم ويحكمهم بالقهر
قدم لنا انتخابات مزورة ليثبت لجنونه أنه ذو شعبية جارفة
قدم لنا سجوناً ضجت جدرانها من هول ما رأته من تعذيب الشرفاء وذبحهم
قدم لنا أنصاف مفكرين جهلاء ينافقونه ويرفعونه فوق مرتبة البشر
قدم لنا وهماً جعل كثير من الشباب يكفرون بالوحدة وحلمها ويرفضون الحديث عن فلسطين لأنها ليست بلادنا
كرهونا في القومية حتى وصل الحد بالبعض يطالب بالتخلي عنها لصالح الوطنية القطرية المحدودة رافعاً شعاري بلدي ومن بعده الطوفان
يتشدق البعض من محترفي الظهور الإعلامي والمخالفة للمخالفة ومن لا عمل لهم يتشدقون بمناصرة المجرمين قاتلي الشعوب الاسد والقذافي لأنهم من خندق المقاومة والممانعة ولأنهم كما يدعون ضد التدخل الغربي في الشئون العربية وهذا محض افتراء فمتى كان قتل الناس بالباطل وبهذه الوحشية عملا بطوليا لصالح الأمة وكما قال الشيخ سلمان العودة حفظه الله ان دعوى ممانعة النظام السوري لا تبيح له قتل الشعب وإن حلفاء سوريا يتمسكون بقضية فلسطين كخشبة إنقاذ لنظام يتهاوى، وأنهم سيتحملون معه نتائج العدوان على الأرواح والحقوق
ألا لعنة الله على الظالمين في كل مكان وزمان
ولتحيا أمتنا موحدة قوية من غير طغاة مخادعين
محمد شعبان
باحث اجتماعي
bnshaban@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق