بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 26 نوفمبر 2011

لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم
بقلم / محمد شعبان
باحث اجتماعي
في رواية أشبه بالأساطير يحكى أن فلاحاً صينيا بسيطاً عثر أمام بيته على حصان شديد لا يعرف من أين أتى فهنأه أصحابه وجيرانه فلقد حصل على حصان بالمجان فقال لهم هل تعرفون الخير من الشر قالوا لا قال فلا تهنئوني ، بعد أيام حاول ابن الفلاح ركوب الحصان فوقع فانكسرت قدمه فجاء الناس يواسونه فقال لهم الأب هل تعلمون الخير من الشر قالوا لا قال فلا تواسوني ثم جاء عسكر الامبراطور ليأخذوا شباب القرير للتجنيد الاجباري في جيش الامبراطور فوجدوا الابن مكسور القدم فتركوه فجاءه الناس يهنئونه فقال لهم هل تعرفون الخير من الشر قالوا لا قال فلا تهنئوني وهكذا في كل موقف ، ولقد ذكر ربنا عز وجل في كتابه الكريم ما يحمل هذا المعنى عدة مرات حتى في الحوادث الشديدة المؤلمة على نفس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كحادثة الإفك والتي اختتمها في سورة النور بقوله تعالى ( لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ) ولذا فان كل مواقف الحياة بها من الايجابيات و الخير الكثير وان كانت مؤلمة على النفس وعسى أن تحبوا .... وعسى أن تكرهوا.....
وما يحدث الان في ميدان التحرير من ضرب وسحل وقتل يحمل رسائل خير لكل الجهات والفصائل بل لمصر وللعالم كله ، برغم الألم الرهيب للحدث إلا أن المتتبع للحدث من البداية يجد رسائل الخير تتمثل في التالي :-
بالنسبة للشارع
- هو تأكيد على دور الشارع وقوته وأن ثورة يناير لم تكن حدثاً عارضا في تاريخ المصرين بل كانت بداية لوعى لم ينتهي
- تنوع الاتجاهات ليس بالضرورة فرقة وخلاف ومفسدة بل هو تعدد للمدارس الفكرية التي تعمل لصالح الوطن
- زيادة الحس الوطني لدى الناس فلم يعد الكلام بالسياسة عمل الفارغين بل مهمة كل الناس ليتشكل الوعي الصحيح عند الناس
- انتهاء عصر وأنا مالي وخليك جنب الحيط وهم أي الحكومة هيعملوا اللي هم عاوزينه واحنا ملناش لا زمة بل صار لدى المواطن شعور قوي أن الحكومة تفعل ما نريد حتى وان كان هذا الشعور يحتاج إلى ترشيد فهو أفضل من سابقه
- إعلاء قيمة التضحية من أجل الوطن
بالنسبة للحكومة أي كان اتجاهها
- الحرص على مصالح الشعب
- الخوف من غضبة الشعب إذا غضب
- الانتباه من محاولة خداع الشعب بتصريحات او وعود زائفة
- انتهاء زمن أن الحكومة ورجالها من وزراء ومسئولين وشرطة خاصة الشرطة مواطنين من الدرجة الأولى ولهم ما لغيرهم من المواطنين فالكل الان سواء
بالنسبة للأحزاب والقوى السياسية
- الحرص على التواصل مع الشارع
- انتهاء زمن النخب أصحاب الكلام المقعر الذي لا يفهمه الناس
- تقديم برامج حقيقية تفيد الناس وتؤثر في حياتهم
- انتهاء زمن زعامة الخطب والكلامنجية دون فعل حقيقي وتضحيات ملموسة
- ضرورة تجديد دماء القيادات الحزبية بأفكار جديدة ووجوه جديدة
بالنسبة للأعداء في الداخل والخارج
إن رهاناتكم خاسرة وبضاعتكم كاسدة وأفكاركم مكشوفة ، راهنتم على الطاغية فخلع وحوكم ، راهنتم على المفسدين فسجنوا وصودرت أموالهم ، راهنتم على الفتنة الطائفية فاذا ببنيان الأمة الواحد يشد بعضه بعضا ، راهنتم على استقطاب النخب والاحزاب فانحاز الشعب لأبنائه وثورته ، راهنتم على الفوضى فسينجينا الله منها
فلنعلم جميعاً أن الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويه وأن عدوك يريد أن يجد لك مدخلاً ليقضي عليك فيجرب معك كل الطرق فاذا فشل في جهة حاول في أخرى فلن يمل عدوك حتى يهدمك والخطر الحقيقي يكمن في أعداء الداخل من عملاء الغرب وفلول الطاغية الذين يراهنون على الفوضى ، حفظ الله مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق